قالت مصادر في تلفزيون ابوظبي لدنيا الوطن ان التلفزيون تعرض لضغوط اسرائيلية لوقف بث المسلسل التلفزيوني التركي "وادي الذئاب"
الذي يعرضه حاليا .
واوضح مسؤول في تلفزيون أبوظبي رفض ذكر اسمه ان الضغوط لن تفلح خاصة بعد ان تحول المسلسل الى مصدر لاثارة القلق في
اسرائيل بالنظر الى ما يكشفه من فضائح وممارسات لمافيات الجريمة المرتبطة بها.
ويدور الكثير من الجدل حول ما إذا كان يجب الاستمرار في عرض المسلسل، بعد ان أصبح واحدا من أكثر الحصص التلفزيونية جذبا
للمشاهدين.
ويؤكد مسؤولون في قناة ابوظبي انهم على علم ببعض اوجه هذا الجدل، إلا ان عرض المسلسل لن يتوقف.
وقال مصدر في تلفزيون أبوظبي أن مسلسل "وادي الذئاب" التركي الذي تم دبلجته حقق نجاحاً واسعاً وكبيراً وحظي بمتابعة عالية وردود
أفعال قوية لأنه يختلف عن المسلسلات التركية الأخرى التي تعتمد على قصص الحب بينما يعتمد "وادي الذئاب" على قصص وأسرار
المافيات وعلاقاتها في بعض الدول وتأثيرها على الصعيد السياسي.
وقال المصدر ان مسؤولي القناة كانوا يعلمون قبل عرضه أن المسلسل اثار ضجة كبيرة في تركيا وأن واجهتهم ضغوط من أجل منعه، إلا ان ذلك لم يمنعنا من شرائه ودبلجته.
ولم يتقرر بعد ما إذا كانت القناة ستعمد الى شراء الجزئين الثاني والثالث من المسلسل.
ويبدو ان إسرائيل استطاعت أن تمنع عرض الجزء الثاني والثالث من المسلسل على القنوات التركية، وهي تحاول من دون جدوى أن توقف عرض الجزء الأول على قناة أبوظبي.
وتمكن تلفزيون ابوظبي من خلال سلسلة من العروض الدرامية المتميزة من ان يتحول الى محطة جذب واستقطاب مؤثرة بين تلفزيونات
وفضائيات العالم العربي.
وتحدثت تقارير صحفية إسرائيلية عن ان "هناك تحركات من قبل الحكومة (الاسرائيلية) من أجل إيقاف المسلسل التركي 'وادي الذئاب'
الذي يعرض حالياً عبر قناة أبوظبي".
واضافت "إن إكمال عرض المسلسل سيدخل إسرائيل في حرج كبير لما يحتويه من معلومات استخباراتية وتفاصيل أعمال إجرامية تقوم بها
المافيات في تركيا التي ترتبط كثير منها بإسرائيل خاصةً عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والصواريخ وعمليات غسيل الأموال".
ومسلسل وادي الذئاب (بالتركية: Kurtlar Vadisi) هو مسلسل درامي اجتماعي تركي مدبلج إلى اللغة العربية باللهجة السورية
وتعرضه قناة أبوظبي الأولى يومياً من السبت إلى الأربعاء الساعة التاسعة بتوقيت الرياض، إضافة إلى حلقتين متتاليتين مساء كل جمعة الساعة الثامنة مساء.
ولا يكاد المتابع لمسلسل "وادي الذئاب" يفرِّق بين الواقع والخيال في القصة الروائية التي تتناول أحداثاً وهمية لكن بمعالجة درامية تبدو أقرب إلى الواقعية التسجيلية.
ويمتاز المسلسل الذي منع عرض أحد أجزائه في تركيا بعد بث حلقة واحدة منه فقط بجرأته الشديدة وصراحته في كشف الفساد الحكومي
والسياسي في تركيا وعلاقته بالمافيا.
أما الفيلم الذي أنتج بالاسم ذاته فأثار جدلاً واسعاً بعد الإشارات الصريحة التي تضمنها حول "سجن أبوغريب" ودور شركة الأمن
الخاصة "بلاكووتر" في العراق، وحقق أرباحاً قاربت 28 مليون دولار، كما شارك فيه الممثل السوري المعروف غسان مسعود وعرض في مهرجان الاسكندرية السينمائي.
وتدور أحداث الجزء الأول من المسلسل حول ضابط مخابرات ينجح في اختراق المافيا والتربع على قمَّتها ثم تقويضها من الداخل.
ويسلط المسلسل، الذي أنتج عام 2003 واستمر عرضه لثلاث سنوات متتاليات، الضوء على دور المافيا في السياسة التركية، وتهريب الأسلحة، ودور الولايات المتحدة وإسرائيل في ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، وتحركات السي آي إيه والموساد وتدخلاتهما في المنطقة وخصوصاً تركيا.
ويبدو بطل المسلسل علي كندان الذي يقوم بدوره الممثل التركي نشأت شاشماظ بطلاً مخلِّصاً بالنسبة للمشاهد الشرقي الذي طالما تعطش لشخصية قوية وذكية ومحبوبة تعمل على تحقيق آماله في النصر والثأر من الفساد والتردي.
والمسلسل من إنتاج المنتج والمخرج التركي عثمان سيناف، ويقوم ببطولته الى جانب شاشماظ، كل من أوزجو نامال، وسلجوك أيونتيم، وأوكتاي كاينارجا، كما يحل الممثلان العالميان شارون ستون وآندي غارسيا ضيفي شرف على الحلقة الأخيرة منه.
ويتمتع المسلسل بقدر عال من الحرفية في مشاهد الحركة والمؤثرات والحيل البصرية التي تقترب من الواقعية، وتبدو القيمة الإنتاجية واضحة في كل المشاهد منذ دقائقه الأولى.
وتدور أحداث الجزء الأول من "وادي الذئاب" حول شخصية علي كندان وهو الطفل الذي تم انتشاله من الملجأ وهو الآن ضابط مخابرات، يطلب منه عن طريق رئيسه المباشر أصلان أكبي أن يتوغل في عملية سرية بقلب المافيا التركية فيما يعرف باسم مجلس الذئاب.
ولتبدأ الرحلة كان لا بد أن يموت علي كندان ويولد بشخصية جديدة. وبعد مجموعة من عمليات التجميل لتغيير ملامح وجهه يولد بولات ويبدأ في التقرب من زعماء المافيا والتسلل إلى غرف عملياتهم لمعرفة مخططاتهم ويتعرف على سليمان شاكر رجل المافيا المعروف بعد أن ينقذه من موت محتوم، ويصبح ذراعه الأيمن ويشكل الاثنان معاً فريقاً مميزاً داخل المافيا.
وقدم منتج المسلسل عثمان سيناف للدراما التلفيزيونية والسينمائية التركية ثمانية أعمال مهمة، ومنها "آشي حياة" (دموع الورد)، كما كتب حوالي سبعة سيناريوات منها قلب جريء، والنمر الأرقط، وأخرج حوالي 25 عملاً منذ عام 1987م وحتى آخر أعماله عام 2008 بعنوان السنوات تمر بأقصى سرعة.
أما شاشماظ فهو من الممثلين الجدد، وقدم ثلاثة أعمال تلفزيونية وفيلماً واحداً. وهو يعد اليوم من أهم الممثلين الشباب في تركيا رغم أنه لم يدرس الدراما ولا التمثيل.
وقدمت الممثلة الشابة أوزجو نامال عروضاً مسرحية كلاسيكية ومعاصرة حظيت بنجاح كبير. كما قدمت واحداً من أهم الأفلام التركية في السنوات الأخيرة هو فيلم "السعادة موتلولوك" ويتناول جرائم الشرف في مناطق وسط الشرق التركي.
ونال الممثل أوكتاي كاينارجا عدة جوائز عن أدواره في الدراما التركية المعاصرة، ومنها جائزة البرتقالة الذهبية لأفضل دور ممثل مساعد في فيلم "من أجل العشق" عام 1994، والجائزة نفسها عام 2002 عن دوره في فيلم "قلب جريء".